هل كشف فيروس "كورونا" عن معضلة أخلاقية للكرة الإنكليزية؟

بالنسبة لفريق حل ثامنا على مستوى العالم من حيث الإيرادات ويملكه ملياردير تقدر ثروته بخمسة مليارات دولار، ويتقاضي رئيسه التنفيذي راتبا  سنويا يقترب من خمسة ملايين دولار غير المكافآت، فإن قرار نادي توتنهام تخفيض رواتب العاملين فيه من غير اللاعبين، جاء صادما للكثيرين في انكلترا.


ففريق توتنهام هوتسبرز حل في المرتبة الثامنة على مستوى العالم من حيث الإيرادت الموسم الماضي وفق تصنيف "ديلويت" المؤسسة البحثية التي تعنى بالنشاطات الرياضية على مستوى العالم.


ومع ذلك فإن نادي شمال غرب العاصمة البريطانية كان من أوائل الأندية الأنكليزية التي سارعت لفرض تخفيض اجباري لرواتب موظفيها من غير العاملين بنسبة عشرين بالمئة.


وكانت الحكومة البريطانية أعلنت في وقت سابق عن ضمانها لثمانين بالمئة من رواتب الموظفين في الشركات والمؤسسات البريطانية في خطوة هدفت لمنع هذه الشركات من تسريح موظفيها.


وبإعلانه عن خطوة تخفيض رواتب موظفيه- من غير العاملين- فإن الرئيس النفيذي لنادي توتنهام داني ليفي لجأ للمعونة الحكومية التي خصصت أساسا لمساعدة ذوي الدخل المحدود.


وتقاضي داني ليفي قرابة تسعة ملايين دولار أميركي العام الماضي منها أربعة ملايين كمكافأة على انتقال النادي لملعبه الجديد في شمال لندن.


وسيكون ليفي من المشمولين بقرار تخفيض الرواتب الذي اعلن يوم الثلاثاء.


وكان نادي نيوكاسل الذي يملكه الملياردير مايك آشلي قرر اعطاء العاملين فيه من غير اللاعبين اجازة مفتوحة بسبب ازمة وباء كورونا.


ورغم أن الأندية الأنكليزية بررت قرارها بالصعوبات المالية التي نجمت عن ايقاف نشاط كرة القدم في انكلترا إلا أن كثيرين وجدوا صعوبة في تقبل هذه القرارات من أندية تلعب في بطولة تبلغ قيمتها التسويقية قرابة العشرة مليارات دولار سنويا.


وقال جوليان نايت رئيس لجنة الثقافة والاعلام والرياضة في البرلمان البريطاني إن قرارات بعض أندية البريميرليج "تكشف جنون المنظومة الاقتصادية في الكرة الانجليزية وتكشف ايضا الفراغ الأخلاقي لهذه المنظومة".


من جهته طالب صادق خان عمدة مدينة لندن لاعبي الدوري الانكليزي بتحمل مسؤولياتهم في ظل أزمة كورونا. وقال أنه يتوجب على اللاعبين أصحاب الرواتب العالية أن يضحوا برواتبهم عوضا عن عاملي النوادي من اصحاب الدخل المتدني.


وقد طرحت تساؤلات عما اذا كان التعهد الحكومي بحماية رواتب الموظفين يجب أن يستخدم لمساعدة اندية يتقاضي بعض لاعبيها ما يقرب من 100 الف دولار اسبوعيا ويملكها رجال اعمال تبلغ ثرواتهم مئات الملايين من الدولارت.


لكن اللورد ميرفين كينغ المحافظ السابق لبنك انجلترا دافع عن قرار نادي توتنهام بتخفيض اجور العاملين في النادي، فيما قال بول باربر الرئيس الننفيذي لنادي برايتون إنه يتفهم قرار نادي توتنهام واندية أخرى قامت بخطوات مشابهة.


وكان نادي برايتون تعهد بدفع رواتب جميع العاملين فيه حتى نهاية الموسم، لكن باربر قال أنه لا يستبعد اتخاذ اجراءت تخفيض اخرى مستقبلا.


ويرى باربر إن الاعتقاد السائد بأن معظم اندية البريميرليج تملك فائضا من السيولة المالية يعتبر أمرا غير دقيق، وأن الأولوية بالنسبة للأندية الآن هو الحفاظ على الوظائف وحماية العاملين لديها.


ووسط هذه الأجواء القاتمة كانت هناك مبادرات لافته من اندية دوري الدرجة الأولى ومنها نادي ليدز الذي وافق لاعبوه على تأجيل تسديد رواتبهم لبضعة اشهر، فيما وافق لاعبو فريق بيرمنجهانم سيتي على تخفيض رواتبهم بنسبة خمسين بالمئة لمن يتقاضون رواتب اعلى من ثمانية آلاف دولار أسبوعي


اترك تعليقا